كرم من الله يكتب: أسرار من داخل مكتب وزير الأوقاف

الكاتب الصحفي كرم من الله
الكاتب الصحفي كرم من الله

بداية فإن القارئ الذي يعرف كاتب هذه السطور علي يقين أن قلمه المكسور لن ينقل له سوي الحقيقة والحقيقة فقط ..فقد كُلفت بتغطية اخبار وزارة الأوقاف منذ عام2006 أي قبل تولي الدكتور محمد مختار جمعة وهذا ما يجعلني دونما شك قادر علي معرفة الفارق بين سياسته بعد مروري بسياسة وزيرين سابقين له، وأزعم بأن لي طريقة مختلفة عن الزملاء في تغطية اخبار الوزارة وهي أني أجلس في مكتب الوزير علي فترات لرصد ما يحدث بهدوء وأقسم علي قلمي المكسور بأن يكتب ما يراه مهما كان .. أجلس  في مكتب الوزير ولا أرصد الي فكر وتنفيذ لفكر يدخل افواج علي الدكتور محمد مخنار جمعة بعدها يجلسون يفكرون في تنفذ الفكرة .. اتابع التنفيذ الفوري حتي يري النور امام عيناي بدقة متناهية ، يجول في خاطري كثير بأن الوزارة تنتهج نهج مؤسسة الرئاسة في تنفيذ الفكرة وايصالها الي مكانها الصحيح ، يعمل الدكتور محمد مختار طوال الوقت  في مجال الفكر لا يستنفز نفسه بالأسئلة حول نجاحها من عدمه كونه مُفكر قدري وهو لا يطارد  نجمًا هاربًا، في السماء حينما يضع فكرة  ليقينه بأنه لا تخلو  السماء من النجوم،وسيصيلها سيصلها يضع  الوزير تاريخ  الوطن  أمامه أمانه ويضع خطوات ملموسة له فيما يتسق مع الشرع ، فتراه يري تاريخ مصر في الماضي في السبق فيتحرك نحوه حتي يصل بفكرة واحده بأن تكون مصر سباقة في شتي المجالات التابعة للأوقاف ، تجده يجلس فيفكر في كيفية أن يكون لمصر السبق في كل ما هو حديث فينتج فكرة مؤتمر الذكاء الاصطناعي ويحفر في ذاكرة العالم بأن مصر هي السباقة في هذا المجال ، يضع بصمة فكره في كل دولة وكل بيت في مصر من خلال نهج انتهجه للقرآن وأهل القرآن فتجد في كل مسجد وبيت ترجمة عملية لفكر الدكتور محمد مختار ، فالوزير مذ أدرك أن طغاة الدين كطغاة الشعوب، جبابرة على العوام ، وصغارًا أمام من يفوقهم علماً استطاع محو الفكر المتطرف حتي كدنا ننسي أنه كان موجوداً بل زاد وعينا حتي اصبحنا نرصد مما يعتلي المساجد أي حياد عن الفكر الوسطي المعتدل  ولو حياداً صغير اً ونرصد حتي درجة علو صوته وإن كان علي حق ، ما ارصده لكم ليس الا لراحة ضمير كاتب ربما يقضي نحبه قبل أن يسجل شهادته علي فترة من ازهي فترات الدعوة في مصر بل والعالم الإسلامي أجمع ، كما أني علي علم بأن هناك مجموعة من الإنتقادات تحول بين القارئ وبين مدي صدق حروفي هذه الا أن هذه الإنتقادات ليست الا علي نصفين نصف مصنوع من أهل الشر لا يريدون من صناعته وترويجه سوي هدم هذا الفكر البناء أو وضع سور عالٍ حوله حتي لا يراه الكثير..  والنصف الثاني هي انتقادات واقعية وتحدث ولكن في النصف الثاني كنت أحد الداعمين والراصدين لهذه الانتقادات وما وجدت يوماً الوزير يتواني عن العمل عليها ومحاولة ازالتها أو علي أقل تقدير وضع خطة لتفاديها ، ومن الأسرار التي يجب أن يعرفها الجميع بأن  الدكتور محمد مختار جمعة  مؤمن بأن كل ما هو جديد مُنتقد ولكنه لا يلتفت كثيراً الي هذا مع مرارة في حلقة مما يسمع علي خلاف الحقيقة ، غير أنه قادر علي التمسك بفكره وتحمل مرارة التنفيذ في حلقة حتي نذوق كلنا حلاوة الفكرة ويظل طعمها في حلقنا وحلق جيل كامل … ومن اسرار فكر الوزير التي لا يراها سوي من جرد الفكرة من شخص ومن منصب وسمعها من أجل الدين ثم للوطن بأن الوزير علي علم بأن الفكر الكبير يظل مخيفًا، حتى في لحظات تنفيذه وأن الفكر الكبير  يظل خطرًا حتى وهو علي أرض الواقع حتي يُضاف اليه الإخلاص فتستثيغه العقول . 

ومن الأسرار العميقة في شخصية الوزير بأن لسان  حاله من الفكر والعمل المتواصل بفكر رغم كل الجفاء الذي يلاقية كأن لسان حاله يقول: بأن منصبي  ليس مسمارًا على جدار، تُعلق فوقه لافتات المدح أو الذم  بل هو لله ورسوله ثم للوطن وللتاريخ.